كيف تجد معنىً للأوقات الخالية
١- إذا كنت تجلس في غرفتك لساعات طوال دون أن تجد شيئا تفعله، قم بوضع شريط كاسيت فارغ في مشغل الصوت واضغط على زر التسجيل.
٢- المسجل سيسجل أصوات غرفتك على شريط الكاسيت، الأصوات العابرة التي تأتي من الخارج عبر النافذة، والأصوات الداخلية العشوائية مثل انفتاح الباب أو انغلاقه، أو صوت انضغاط مرتبة السرير إذا كنت تجلس فوقه، أو صوت مرور الماء في المواسير إذا كانت غرفتك قريبة منها، أو صوت رنين التليفون إذا طلبك أحدهم، أو وشيش الغرفة الذي لا تعرف مصدره.
٣- استمع إلى الشريط الذي سجلته.
٤- في المرة الأولى ستصاب بالملل من سماع تلك الأصوات العشوائية الخالية من أي معنى.
٥- تغلب على إحساسك بالملل وكرر الاستماع لمرة ثانية وثالثة ورابعة.
٦- بدءا من المرة الخامسة ستكتشف أن هناك معنى في تلك الأصوات التي تسمعها، وأن ترتيب وقوعها ليس اعتباطيا كما كنت تظن، بل أن هناك منطق واضح يحكمها كأن موسيقيا عبقريا قد وضعه، فالأصوات العشوائية أصبحت ترتبط ببعضهاارتباطا عضويا، وبمجرد أن تسمع صوت حركة مفصلة النافذة مثلا حتى يصبح من المنطقي تماما أن تسمع بعدها مباشرةصوت السيارة العابرة في الشارع.
٧- كرر الاستماع مرة أخرى. لاحظ أن ما تسمعه الآن هو صوت الساعات الطوال الخاوية، وأن المعنى الوليد، الذي تطمئنُ إليه تدريجيا الآن، هو ذلك الخواء الذي كنت تشعر به، بعد أن أصبح مجردا من أحاسيسك وأفكارك ووجدانك. عندها ستكتشف أن الخواء في حد ذاته ليس غيابا لكل معنى، وإنما هو عجزك عن فهم معنى جديد.